يقول الله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴿١٠٤﴾
المسلمون مسؤولون عن سلامة لقمة الطعام التي يتناولونها. لذا، ماذا يجب علينا أن نفعل؟ هل يجب علينا أن نأكل كل ما يقدم لنا من غير أن نستفسر عن مصدره؟ كما يقال ” ما لا تراه العين لا يحزن القلب ” أم أنه من الواجب علينا أن نتحرى عما نأكل؟ والأهم من ذلك، هل يجب عليه أن يقوم بسء ما من أجل انقاذ نفسه؟ أم أنه يجب عليه أن يستمر في نومه ؟
نحمد الله تعالى أننا نعيش في وقت بدأت فيه مسألة الطعام الحلال الطيب بالحل. تقوم مؤسسة جيمدس ومؤسسات الحلال الأخرى حالياً بمنح شهادات الحلال لآلاف المنتجات والتي يمكن الحصول عليها مباشرة من السوق.
وعلى أي حال من المهم زيادة عدد الأشخاص الواعين في المجتمع تجاه أهمية المنتجات الحلال الطيبة. ومن أجل هذا الغرض المهم فقد كان تأسيس مؤسسة الحلال العالمية أمراً لا بد عنه.
النشاطات الرئيسية لمؤسسة الحلال العالمية هي جعل الاكادميين يقومون بالابحاث العلمية والتحقيقات حول الاغذية وستحضرات التجميل والأدوية ويرها ونشر نتائج الباحثين والعمل على رقابة الأغية ومستحضرات التجميل والأدوية والخدمات الأخرى حتى تكون متلائمة مع مفهوم انتاج الحلال الطيب وتصحيح الاخطاء واجراء الدورات التدريبية تحت مفهوم الحلال الطيب والعمل على تأسيس مؤسسات تعليمية ومخابر وتأسيس مراكز تفتيش وتدريب الطلاب ليصبحوا مفتشين عالميين.
بالإضافة إلى النقاط المذكورة أعلاه، يمكننا أن نعدد أهداف مؤسسة الحلال العالمية كما يلي:
-تنظيم مواصفة مشتركة للحلال الطيب من أجل الأمة الاسلامية في تركيا وكل أنحاء العالم.
-تحديد مواصفات المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والأدوية ومواد النظيف وكل المواد الضرورية طبقاً لمعايير الاسلام والصحة وتحفيزها من أجل تطبيق هذه المواصفة في الصناعة.
– البحث في مصادر الانتاج وطرق وتكنولوجيا تصنيع المنتجات والتي لا تتوافق مع مبادئ الاسلام ولكنها تستخدم في الانتاج.
-العمل على انشاء مواصفة موحدة للحلال الطيب في الاغذية ومستحضرات التجميل والادوية والسياجة والنسيج غيرها من أجل تطبيقها في كل العالم.
-رقابة جميع الأغذية والمواد الأخرى بما يتوافق الشريعة الاسلامية والصحة وعمل الابحاث حسب مفهوم شخص واع ومجتمع واع.
بالاضافة إلى ذلك تعمل على انشاء مركز تبرعات خيري من أجل انشاء مدرسة دار الحلال ومخبر لأبحاث منتجات الحلال واعطاء المنح للشباب المسلم ليصبحوا مؤهلين في هذا المجال.
لقد كان لدينا منهجاً ممتازاً خلال التاريخ الإسلامي في المدارس الدينية ولكن بعد عدة قرون تأثرت تأثرت هذه المناهج والانظمى التعليمية بسبب تدفق الثقافة الغربية. وبالتالي بدأنا في تطبيق نظام التعليم الغربي الحديث. ولكن، كنتيجة لتقليد الحداثة الغربية في المناهج نشأت أجيال ليس لديها المعلومات الاسلامية الكافية والتي جهلت أوامر ونواهي دينها.
مشروع مدرسة دار الحلال أسس من أجل تعليم الاجيال القادمة كل من المعلومات التقنية والشرعية حول كل أنواع الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل والأدوية وغيرها بدءاً من الحقل إلى المستهك. وبذلك عندما يتخرج الطالب أو الطالبة سيكون لديه معلومات علمية وشرعية. وبالتالي فإن أجيالنا اللاحقة ستكون قادرة على حماية نفسها عن طريق هذا البرنامج.
نحن نشهد طلباً متزايداً من الأشخاص الواعين والمتعلمين حول ممارسات الجودة ومفاهيم الحلال والحرام وأسس التفتي وغيرها. إن مدرسة دار الحلال ستسد هذه الثغرة.
هدفنا هو ايجاد علماء معاصرين على خطى الفارابي وابن سينا والبيروني والمهندس المعماري سنان والكندي ومحمد بن جابر بن سنان البتاني وثابت بن قرة ونور الدين البطروجي وصلاح الدين وغيرهم من أجل خدمة العلم على أساس العلوم الإسلامية، وجلب النور إلى عالمنا الذي يغرق في ظلام دامس.
وعلى الرغم من كل الدمار الذي سببته الحداثة في حياتنا، تبقى قيم المجتمع المسلم الأساسية تعتمد على المشاركة والتعاون. وان مجتمعنا يحمل قيمنا الخيرية. نتمنى أن تقوم مؤسسة الحلال العالمية بالقيام بهذا الواجب الديني والاجتماعي. ونحن ندعو جميع الاخوة المتطوعين أن يكونوا جزءا من هذا المشروع الهام.
يقول الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (ال عمران 139)