الاحدث مقالات

هل يمكن منح شهادات الحلال للمنتجات المعدلة وراثياً

المخاطر الصحية للأغذية المعلة وراثياً

هل يمكن منح شهادات الحلال للمنتجات المعدلة وراثياً

ما هي الكائنات المعدلة وراثياً:

الكائنات المدلة وراثياً هي كائنات تم تحويرها جينياً باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية. عادة ما تعرف هذه التقنيات بتكنولوجيا إعادة تجميع الحمض النووي الـ DNA، حيث يتم استخدام جزيئات DNA من مصادر مختلفة والتي تجمع في جزيء واحد لتكوين تصميم جديد من الجينات. يتم نقل هذا الـ DNA إلى كائن والذي يعطيه جينات جديدة أو معدلة.

من أجل فهم ما هي الكائنات المعدلة وراثياً دعونا نستذكر ما هو الـحمض النووي   .

يوجد ضمن الأنسجة النباتية مجموعة من الخلايا. داخل الخلية توجد النواة، وداخل النواة توجد الكروموسومات والتي تتكون من جزيئات الـ DNA، والتي تتكون بدورها من تتابع من أزواج من القواعد (أدينين- تايمين و سيتوزين-غوانين).

بشكل أبسط إن تتابع الجينات في الـ DNA يحدد التتابع في الـ RNA والذي يحدد بعدها تتابع الوحدات البنائية في البروتين والتي تدعى بالأحماض الأمينية.

كيف تتم عملية التعديل الوراثي؟

لأجراء مليات التعديل الوراثي يقوم العلماء بأخذ جينات من البكتريا أو الفيروسات أو مصادر أخرى ويضعوها في الـ DNA الخاص بالنبات.

هناك خمس خطوات أساسية لإجراء هذه العملية: أولاً يقومون بعزل الجين الذي يريدون إدخاله ثم يقومون بتحويره بحيث يمكنه العمل ضمن النبات. ثم يجهزون الانسجة النباتية من اجل ادخال الجين فيها. ادخال الجين عادة تتم باستخدام المدفع الجيني حيث يتم تغطية أجزاء صغيرة من الذهب أو التنجستين بالجينات ثم يقذفونها إلى الخلية النباتية. ويمكن الاستعاضة عنها باستخدام بكتريا والتي تقوم بالعدوى للنبات بجين غريب. عندما يدخل الجين في الـ DNA الخاص بالخلية النباتية يتم اجراء عملية استنساخ باستخدام زراعة الانسجة في نبات كامل. في جميع هذه الخطوات يوجد شكوك علمية ومخاطر للصحة والبيئة.

DNA1

المحاصيل المعدلة وراثياُ التي تنتج بكل تجاري:

المحاصيل الأربعة الرئيسية هي فول الصويا والذرة والقطن والكانولا، بالإضافة إلى ذلك يتم انتاج الشوندر السكري والكوسا والأرز والطماطم والبطاطس والفصة والبازلاء والبطيخ.

المحاصيل المعدلة وراثياً مساحة المحصول المزروعة (مليون هكتار) % المعدلة وراثياً من الإنتاج العالمي
فول الصويا 84.5 79
الذرة 23.9 70
القطن 57.4 32
الكانولا 8.2 24

DNA 2

ازدادت المساحة المزروعة من المنتجات المعدلة وراثياً 100 ضعف على مستوى العالم حيث كانت المساحة المزروعة في عام 1996 تبلغ 1.7 مليون هكتار ووصلت إلى 175 مليون هيكتار في عام 2013.

فوائد المحاصيل المعدلة وراثياً:

مقاومة الحشرات

تحمل المبيدات

مقاومة الأمراض

تحمل الجفاف

تحمل التملح

ما هي مونسانتو MONSANTO

مونسانتو هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية للمحاصيل الزراعية، وتعتبر أكبر منتج للمحاصيل المعدلة وراثياً على مستوى العالم. تقوم بإنتاج المبيدات والمحاصيل المعدلة وراثياً.

وعندما يقوم المزارع بشراء محصول معدل وراثياً فإنه يقوم بالتوقيع على عقد مع شركة مونسانتو بأنه لن يقوم بإعادة زراعة هذا المحصول مرة أخرى وأنه سيقوم بشراء البذور من مونسانتو. إنهم يريدون أن يتحكموا بغذاء العالم. !!!!

لماذا المحاصيل المعدلة وراثياً منتشرة في الأسواق؟

“الوكالة ليس لديها أي معلومات تظهر أن الأغذية المنتجة بهذه الطريق الجديدة تختلف عن الأغذية الأخرى بأي شكل “

هذه العبارة وضعت في عام 1992 في سياسة وكالة الاستخبارات الامريكية FDA ولا يزال يعمل بها حتى الآن والتي هي السبب في أن المنتجات المعدلة وراثياً موجودة في الأسواق. وعلى أساس هذه العبارة فإن الـ FDA صرح بأنه لا يوجد حاجة لإجراء اختبارات السلامة على المنتجات العدلة وراثياً.

من هو مايكل تايلور

مايكل تايلور هو الرجل المسؤول عن سياسة الـ FDA. حيث كان الوكيل الرسمي السابق لمونسانتو ونائب الرئيس الأخير لها. البيت الأبيض تحت حكم جورج بوش أعطى أوامره للـ FDA لتحفيز صناعة التكنولوجيا الحيوية، وبالتالي قامت بإنشاء منصب لمايكل تايلور. وبالتالي فإن السياسة التي وضعها تفيد أنه إذا قامت شركة مونسانتو أو أي شركة أخرى بوضع أي محصول معدل وراثياً في السوق فإنه لا يجب عليهم اخبار الـ FDA. وإدارة الرئيس أوباما أعادت تنصيب تايلور في الـ FDA.

المخاطر الصحية للمحاصيل المعدلة الوراثية:

1-المخاطر الصحية للذرة المعدلة وراثياً:

قام Seralini وآخرون عام 2012 بدراسة تأثير الذرة المعدلة وراثياً المقاومة للمبيدات على فئران التجارب. حيث قاموا بتقسيم الفئران (100 ذكور و100 إناث) على عشرة مجموعات وتم تغذية تلك المجموعات بالذرة المعدلة وراثياً المنتجة من قبل شركة مونسانتو بتراكيز مختلفة.

النتائج:

معدل الوفيات:

أظهرت جميع مجموعات إناث الفئران ازياد بمعدل الوفاة بمعدلين 2-3 مرات وكان زمان الوفاة مبكر بالمقارنة بالمجمعات الأخرى

التأثير على الكلى:

أظهرت النتائج وجود اعتلالات كلوية ملحوظة وشديدة في الفئران المغذاة على الذرة المعدلة وراثياً بمعدل ضعفين أكثر عن المجموعات الأخرى كما هو موضح بالشكل.

كما أكدت الاختبارات الحيوية وجود خلل كبير في الكلى في جميع المعاملات وللجنسين، أظهرت النتائج أن حوالي 76% من الاثار الجانبية مرتبطة بمشاكل الكلى.

DNA3

التأثير على الكبد:

في كبد الفئران الذكور لوحظ أن وجود احتقان ونخر في الكبد بشكل أكبر بمعدل 2.5 – 5.5 مرة مقارنة بباقي المجموعات.

DNA4

الأورام:

لدى الإناث لوحظ تكوين أورام ثديية كبيرة بشكل أكبر ومبكر مقارنة بمجموعة الشاهد، بينما كان حجم الأورام لدى الذكور أكبر بأربع مرات مقارنة بالشاهد.

ولوحظ بعد 24 شهراً أن 50-80% من الاناث قد تكون لديها أوراماً في جميع المجموعات بمقدار يبلغ 3 أورام في الحيوان الواحد.

DNA5

التوازن الهرموني:

أدت تغذية الفئران على الذرة المعدلة وراثياً إلى حدوث خلل في التوازن الهرموني سواء عند الذكور أو الاناث.

فمثلا لوحظ ارتفاع معدل هرمون الاستراديول وهو عبارة عن هرمون جنسي ستيروئيدي ويعتبر الهرمون الجنسي الانثوي الرئيسي، حيث أن ارتفاع معدلات هذا الهرمون ترتبط بتطور وزيادة عدة أنواع من السرطان مثل سرطان سرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم

DNA6DNA7

2-المخاطر الصحية للصويا المعدل وراثياً:

تم إجراء دراسة من قبل أحد العلماء من الأكاديمية الدولية العليمة في روسيا على الصويا المعدلة وراثياً. حيث قامت بتغذية لإناث فئران التجارب بالصويا المعدلة وراثياً وذلك قبل الحمل بأسبوعين واستمرت حتى مرحلة الحمل والارضاع.

معدل وفيات المواليد:

أظهرت النتائج موت أكثر من 50% من المواليد الذين تغذت أمهاتهم على الصويا المعدلة وراثياً خلال ثلاثة أسابيع.

DNA8

معدل النمو:

من بين التغيرات لوحظ انخفاض مثير في متوسط الوزن. وفي الشكل التالي صورة لفأر تغذت أمه على صويا معدلة وراثياً.

ggf

الكبد والخصيتين

أظهرت الفئران التي تغذت على الصويا المعدلة وراثياً تغيرات في الكبد والخصيتين ما لوحظ تغيرات في التركيب التشريحي للخلية.

3-تأثير حق الحيوانات بهرمون النمو البقري المعدل (RBGH):

ما هو الـ RBGH:

هو عبارة عن نوع من المنتجات التي تعدل وراثياً من هرمون النمو الطبيعي الذي ينتج عن طريق الأبقار، يتم انتاجه عن طريق شركة مونسانتو تحت الاسم التجاري بوسيلاك.

استهلاك حليب الابقار التي أعطيت هرمون RBGH أدى إلى زيادة IGF-1 (عامل النمو الشبيه بالانسولين) عند الانسان. حيث تشير الأبحاث أن زيادة معدل IGF-1 في الانسان تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي والبروستات.

dna9

الكائنات المعدلة وراثياً من وجهة نظر الإسلام

يسمح الإسلام بل يشجع على استخدام كل العلوم والاختراعات لمصلحة البشرية طالما أنها تحقق المنفعة والمصلحة ولا تسبب ضرر أو أذى.

لقد أمر الله تعالى الناس جميعاً أن يأكلوا المنتجات الحلال الطيبة: حيث قال تعالى

يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 

لكن بعض الناس اتبعوا خطوات الشيطان وأهلكوا الحرث والنسل حيث قال الله تعالى فيهم

وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ

وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا

وبسبب هذه الأفعال السيئة ظهر الفساد في البر والبحر، قال الله تعالى:

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

للحكم على الأغذية المعدلة الوراثية فإنه من الضروري المقارنة بين المقارنة بين المصالح والمنافع التي يتحصل عليها من هذ الأغذية بالاعتماد على القاعدة الشرعية: دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح

وبحسب الأبحاث العلمية السابق ذكرها والتي أكدت أن المنتجات المعدلة وراثية ممكن أن تسبب العديد من التأثيرات الضارة المعروفة وغير المعروفة للإنسان.

وبحسب القاعدة الشرعية المعروفة :لا ضرر ولا ضرار

نستنتج أن المنتجات المعدلة وراثياً لا تتوافق مع مفهوم الحلال الطيب، ويجب على المسلمين (سواء المانحين لشهادة الحلال أو المستهلكين) أن يقولوا لا للمنتجات المعدلة وراثياً

المراجع

Gilles-Eric Séralini, Emilie Clair, Robin Mesnage, Steeve Gress, Nicolas Defarge, Manuela Malatesta, Didier Hennequin, Joël Spiroux de Vendômois. 2012. Long term toxicity of a Roundup herbicide and a Roundup-tolerant genetically modified maize. Food and Chemical Toxicology 50, 4221–4231

Hammond, B.G., Dudek, R., Lemen, J.K., Nemeth, M.A., 2006b. Results of a 90 day safety assurance study with rats fed grain from corn borer-protected corn. Food Chem. Toxicol. 44, 1092–1099.

Snell, C., Bernheim, A., Bergé, J.-B., Kuntz, M., Pascal, G., Paris, A., Ricroch, A.E., 2011. Assessment of the health impact of GM plant diets in long-term and multigenerational animal feeding trials: a literature review. Food Chem. Toxicol. 50, 1134–1148.

Malatesta, M., Boraldi, F., Annovi, G., Baldelli, B., Battistelli, S., Biggiogera, M., Quaglino, D., 2008. A long-term study on female mice fed on a genetically modified soybean: effects on liver ageing. Histochem. Cell Biol. 130, 967–977.

ARTEMIS DONA and IOANNIS S. ARVANITOYANNIS (2009). Health Risks of Genetically Modified Foods. Critical Reviews in Food Science and Nutrition, 49:164–175

W B Ewen and Arpad Pusztai 1999. Effect of diets containing genetically modified potatoes expressing Galanthus nivalis lectin on rat small intestine Stanley. THE LANCET  Vol 354 -16,

Trish Malarkey (2003). Human health concerns with GM crops. Mutation Research, 544 217–221

R. DohooL. DesCôteauxK. LeslieA. FredeenW. ShewfeltA. Preston, and P. Dowling. (2003). A meta-analysis review of the effects of recombinant bovine somatotropin 2. Effects on animal health, reproductive performance, and culling. Can J Vet Res. 67(4): 252–264.

Ultrastructural analysis of testes from mice fed on genetically modified soybean. 2004. Vecchio, B. Cisterna, M. Malatesta, T.E. Martin, M. Biggiogera. European Journal of Histochemistry