حياة الحياة …. أمر من الله
الحلال يجب أن يكون هو حياة المسلم، يجب على المسلم أن يعيش داخل حدود الحلال من ولادته حتى مماته. والجزء الأكثر أهمية في الحلال هو لقمة الحلال. يجب على المسلم أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله على كل لقمة تدخل جوفه طوال حياته. لهذا السبب يجب أن تكون كل لقمة حلالاً. والطعام الحلال هو المفتاح للحصول على حياة صحية ومستنيرة لكل من الروح والجسد.
ومع تطور الاتصالات العالمية، بدأ المسلمون يدركون أن الحياة والمنتجات العصرية تسبب عدم الرضا والقلق والتوتر والحياة غير الصحية وبالتالي فإنهم قد بدأوا البحث عن الطريقة الحقيقية للحياة المنسية منذ زمن طويل والبحث عن المنتجات الحلال.
ما نحن به الآن هو مجرد بداية، الأمة بدأت تستيقظ لتوها، لكن زعماء الإمبريالية يحاولون منع هذا النهوض من خلال الحفاظ على أسواقهم في متناول اليد. لكن مهما فعلوا فإنه سيتم تحقيق هذا الهدف. يقدر سوق الأغذية الحلال بحوالي 850 مليون دولار كما يقدر إجمالي سوق الحلال بحوالي2 تريليون دولار، حتى الآن يتم سد حاجة 10٪ فقط من هذا السوق.
يوجد حوالي 15 مليون يهودي حول العالم بينما يقدر سوق الأغذية الكوشير (الأغذية الموافقة للشريعة اليهودية) بحوالي 250 مليار دولار. هذا يعتبر رقم ضخم لمجتمع صغير مثل هذا. ويمكننا أن ندرك أن أ، مستهلكي منتجات الكوشير معظمهم من المسلمين وغير اليهود.
وقد ذكرت في البداية أنه يتم سد حاجة 10% فقط من السوق الحلال، لماذا هذه النسبة المنخفضة جداً؟ ولماذا لا يتم تزويد السوق بباقي الـ90%؟
كثير من أسواق المواد الغذائية في البلدان الاسلامية عبارة عن منتجات بسيطة والتي لا يتم تداولها دولياً.
-العديد من المنتجات التي تنتجها البلدان الاسلامية ليست معبأة بشكل جيد، ويتم بتوريد الجزء الأكبر المنتجات بشكل غير كافي وغير متناسق بالإضافة لعدم وجود التسويق التجاري.
– المنتجات الحلال لا تتفق مع المعايير الدولية للتغليف والاعتمادية ووضع البطاقات التعريفية والجودة.
– سلسلة إمدادات الغذاء الحلال والتي هي حساسة للغاية لم يتم تأسيسها بشكل كامل.
لا يزال المسلمون والذين يبلغ عددهم ما يقرب من ملياري شخص يجهلون وغير واعين لما يستهلكونه، وليس لديهم تحفظات كبيرة في اختيار الحلال.
للأسباب المذكورة أعلاه، فإن المنتجات التي يستهلكها المسلمون لا تزال تحت سيطرة غير المسلمين، وهؤلاء الغير مسلمين يستطيعون أن يضغطوا على الأمة الاسلامية كيفما وحيثما يشاؤون.
حالياً تضغط العديد من الدول على الدول الإسلامية لزيادة حصتها في سوق الحلال. يمكننا هنا ذكر الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان والدول الأوروبية.
يجب على الشركات والبلدان والجمعيات التي تود الحصول على الحلال بشكل مستقيم ونزيه، الاجتماع على أساس مشترك وزيادة معايير الجودة وأساليب الإنتاج. يجب أن تعمل المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام بشكل مكثف لزيادة الوعي العام على جميع المستويات. كما وتعتبر المعارض والمؤتمرات الدولية أنشطة مهمة جدا من أجل هذه الغاية.
وبالنظر إلى اجتماع الجمعية العمومية السنوي لمجلس الحلال الدولي لعام 2013 والذي سيعقد في تركيا، علينا أن ننتهز الفرصة لتنظيم معرض تشارك فيه الشركات الحاصلة على شهادة الحلال من قبل أعضاء مجلس الحلال الدولي من أجل عرض وتقديم منتجاتها، والذي من شأنه أن يعطي رسالة موحدة للعرض والطلب عن الحلال إلى العالم. آمل منكم -الأعضاء الموقرين في مجلس الحلال الدولي ومديري هيئات تصديق الحلال- أن تشاركوني نفس الرأي.
د.حسين كامي بويوك أوزير
رئيس معهدGIMDES لأبحاث ومنتجات الحلال