الأخبار مقالات

منتجات الجبن ومخمراته التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية!

د. حسين كامي بويوك أوزر

تم نشر مقالنا الأول حول هذا الموضوع بتاريخ ٠١/٠١/٢٠٠٥ بعنوان:
“تم اكتشاف استخدام أنزيمات منتجة من الخنزير في المخمّرات المستوردة المستخدمة في إنتاج الجبن، أحد المنتجات التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية”.

لنبدأ موضوعنا فقرة من ذلك المقال:

في مقابلة إخبارية تمت الإشادة فيها بعمل الدكتور حسين كامي بويوك أوزر، تم الكشف عن أن المخمّرات والإنزيمات المستخدمة في إنتاج الأجبان في تركيا يتم استيرادها، وأنه يتم استخدام مخمّرات وإنزيمات مصنوعة من معدة الخنازير أو من الحيوانات التي لم يتم ذبحها وفقًا للشريعة الإسلامية في عملية الإنتاج.

وفي تلك المقابلة، صرّح الدكتور حسين كامي بويوك أوزر قائلاً:


“بسبب عدم وجود رقابة صارمة ومناسبة في إنتاج الغذاء، أصبحت تركيا جنة لكل أنواع إرهاب الغذاء. وعندما يُطلب من الشركات معلومات، غالبًا ما تختار عدم الرد أو عدم أخذ الطلب على محمل الجد. بينما نحصل من الشركات في الدول الغربية على ردود جادة وفي الوقت المناسب، فإننا نجد أن إرهاب الغذاء أصبح شائعًا في مخمّرات الجبن وغيرها من المواد الغذائية والإضافات.”


و تطرق إلي أن، “لقد استهلك الشعب التركي لسنوات الجبن دون أن يدرك أنه كان يتناول مخمّرات مستخلصة من الخنزير. لذلك، ينبغي أن تخضع جميع الأغذية المستوردة لرقابة دقيقة للغاية.”

الجبن هو أحد أكثر المنتجات الغذائية انتشارًا واستهلاكًا على مستوى العالم، وله تاريخ يمتد لآلاف السنين. هناك أدلة كثيرة على صناعة الجبن في الحضارات المصرية واليونانية والرومانية والإسلامية.

ما هو الجبن؟

الجبن هو منتج يتم الحصول عليه من تخثير الحليب باستخدام إنزيم يسمى المخمّرة، وعملية التحمّض. تختلف أنواع الجبن بناءً على نوع الحليب المستخدم، وما إذا كان قد تم بسترته أم لا، و محتواه من الدهون، ونوع المخمّرة، والإنزيمات المضافة، ومواد التلوين والنكهة، ومدة إنضاجه.

أهمية شهادة الحلال

بالنسبة للمسلمين، فإن استهلاك المنتجات الحلال والابتعاد عن المحرّمات هو أمر متعلق بالإيمان المطلق. لذلك، فإن اهتماماتهم لا تقتصر على الطعم والقوام فقط، بل تمتد لتشمل مصدر المكونات المستخدمة في صناعة الجبن ومدى توافقها مع معايير الحلال.

نظرة على المخمّرات والإنزيمات المستخدمة في إنتاج الجبن

  • تُستخدم “المخمّرة”، وهي إنزيم مستخرج من بطانة معدة العجول، في صناعة الجبن.
  • إذا تم استخلاص هذه المخمّرة من حيوانات لم تُذبح وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن الجبن يصبح غير جائز شرعاً.
  • بالمثل، بعض المواد المضافة مثل الجيلاتين، وبعض الإنزيمات، والمكونات الملونة المستخدمة في إنتاج الجبن، قد تُستخرج من مصادر غير حلال.

بدائل المخمّرات الحيوانية

نظرًا للتحديات المرتبطة بإنتاج المخمّرات الحيوانية، لجأت الشركات إلى مصادر أخرى تشمل:

  1. المخمّرات النباتية.
  2. المخمّرات الميكروبية أو الاصطناعية المنتجة في المختبرات.

مع ذلك، تستخدم بعض الشركات مزيجًا من المخمّرات الاصطناعية والحيوانية، مما يزيد من تعقيد التحقق من الحلال.

تحديات التحقق من الحلال في المنتجات النهائية

  • بالرغم من أن ملصقات المنتجات في البيع بالتجزئة توفر بعض المعلومات، إلا أنه يصعب التحقق من مصدر المخمّرات في المنتجات المقدمة في قطاع الوجبات السريعة أو الإنتاج الصناعي.
  • منتجات مثل البيتزا، الهامبرغر، الساندويتشات، اللازانيا، والمعكرونة، الأومليت، كرات اللحم، الصلصات، الكعك بالجبن (cheesecake)، وحتى الشوربات مثل حساء البصل الفرنسي، قد تحتوي على مكونات غير حلال إذا لم تكن نقاط البيع معتمدة بشهادة الحلال.

ضمان الامتثال لمعايير الحلال

  • بالنسبة للمستهلكين المسلمين، من الضروري شراء المنتجات التي تحمل شهادة حلال من جهات مستقلة وموثوقة.
  • مع العولمة واتساع نطاق التجارة، يتم تصدير المنتجات بين دول ذات معايير مختلفة، مما قد يؤدي إلى إدخال مكونات مشبوهة أو محرّمة. حتى العلامة التجارية الواحدة قد تختلف مكوناتها اعتمادًا على بلد الإنتاج.

دور جيمدس

منذ عام ٢٠٠٥، كانت جيمدس في طليعة منح شهادات الحلال، مما يضمن امتثال المنتجات لمعايير الحلال الطيبة. هذا الالتزام يوفر شبكة أمان للمستهلكين والتجار، ويضمن أن المنتجات التي يتم استهلاكها أو بيعها تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

خاتمة

يبقى الجبن منتجاً غذائياً محبوباً عالمياً بفضل تاريخه الطويل وتنوع أشكاله. ومع ذلك، فإن توفير شهادة الحلال يُتيح للمسلمين فرصة تناوله بثقة، مع الالتزام بقوانينهم الدينية الغذائية.